محتويات
- ١ الجنابة
- ٢ صيام الجنب
- ٣ عبادات مباحة للجنب
- ٤ فضل الصيام
- ٥ المراجع
الجنابة تُعرف لفظة الجنابة بأنّها البعد، أمّا معنى الجنب اصطلاحاً كما عرّفه الفقهاء هو من وجب عليه الغسل بعد الجماع، أو بسبب خروج المني، فيكون المسلم جنباً إذا جامع أهل بيته وإن لم ينزل المني، أو إن نزل المني دون جماع بسبب شهوة نظر أو تخيّل او غيره، وهذا الأمر يتطابق عل كل من الرجل والمرأة. وقد قال الأزهري في معنى الجنابة: (إنما قيل له جنب لأنه نهي أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهر فتجنّبها، وأجنب عنها أي تَنحّى).[١]
صيام الجنب الصيام لغة هو الإمساك، وشرعاً هو الإمساك عن كل المفطرات من أكل وشرب وجماع، منذ الفجر وحتى المغرب، مع سبق النية المبيتة بالقلب.[٢] ودليل وجوب الصّيام وارد في القرآن الكريم حين قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٣] وهو أحد أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها، قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (بُنِيَ الإِسلامُ على خمْسٍ: شهادةُ أنْ لا إِلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ، وإِقامُ الصَّلاةِ، وإِيتاءُ الزكاةِ، وحَجُّ البيْتِ، وصوْمِ رَمَضانَ).[٤]
ويمكن للمسلم أن يصوم وهو جنب، على أن يتطهّر متى تمكّن من ذلك، على أن لا يُضيّع أي من فروض الصّلاة، وقد ورد هذا الفعل عن الرّسول عليه السّلام كما جاء في الحديث الشريف: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُدرِكُه الفجرُ وهو جُنبٌ مِن أهلِه، ثمَّ يغتسِلُ ويصومُ).[٥]
وقد حرص الرّسول عليه السّلام ان يُعلّم صحابته هذا الأمر، بالحرص على الاغتسال، وإدراك العبادات، وهو كما ورد في الحديث الشريف: (أنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يستفتيهِ، وهي تسمعُ من وراءِ البابِ، فقال: يا رسولَ اللهِ ! تُدركني الصلاةُ وأنا جنبٌ، أفأصومُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: وأنا تُدركني الصلاةُ وأنا جنبٌ، فأصومُ. فقال: لست مثلنا يا رسولَ اللهِ، قد غفر اللهُ لك ما تقدم من ذنبكَ وما تأخرَ. فقال: واللهِ إني لأرجو أن أكون أخشاكم للهِ، وأعلمُكم بما أتقى).[٦]
عبادات مباحة للجنب ويباح للجنب بعض العبادات التي بإمكانه ممارستها حتى يغتسل، ومن هذه العبادات ما يأتي:[١]
- إعمال اللسان بالذكر والتسبيح والدعاء، وهو لما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ على كلِّ أحيانِه).[٧]
- ينوي الصيام قبل الاغتسال على أن يغتسل قبل أن يُضيّع الفرائض، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (أنَّهُ سأل أم سلمةَ رضيَ اللهُ عنها: عن الرجلِ يُصبحُ جُنُبًا، أيصومُ؟ قالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُصبحُ جنبًا من غيرِ احتلامٍ، ثم يصومُ).[٨]
- يصح أذان الجنب، إلا أن جمهور الفقهاء بالإضافة إلى علماء المذاهب الأربعة، وغيرهم قد كرهوه.
- يجوز للجنب أن يخطب بالمسلمين في خطبة الجمعة، إلا أن المالكية قد كرهه، إلا أن كل من الحنفية، وأيّده الإمام أحمد بجوازها بقوله أن الطهارة في خطبة الجمعة من السّنة وليش من الشروط الواجبة، فهي باب من أبواب الذكر، ولا يُمنع الجنب عنه، أما الشافعية فقد رأوا اشتراط الطهارة اتّباعاً للسلف الصالح، وبالقياس على الصلاة.
فضل الصيام للصيام فوائد عديدة تعود على المسلم، وقد ورد فضل الصيام في القرآن الكريم وسنة الرّسول الكريمة، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
- في الصيام وقاية للمسلم من النار، وستر له يوم القيامة، وهو لما جاء عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (الصومُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِها العبدُ من النَّارِ).[٩]
- في الصيام كفٌّ للمسلم من الكبائر والوقوع في المحرّمات، فإنّه يكسر الشّهوات، ويُهذّب النفوس، ويُربي الروح، فقد ورد هذا الأمر في حديث الرّسول عليه السّلام حين قال: (دخلنا على عبدِ اللهِ وعندَه علقمةُ والأسودُ فحدَّث حديثًا لا أُراه حدَّثه إلا مِن أجلي كنتُ أحدَثَ القومِ سِنًّا قال: كنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ شبابٌ لا نَجِدُ شيئًا، فقال: يا معشرَ الشبابِ، مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ؛ فإنه له وِجاءٌ).[١٠]
- يمنح الصّيام المسلم باباً من أبواب الجنة، يُسمّى الريّان، يدخل منه الصّائمون فقط، ويغلق خلفهم، وهو كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (إنَّ في الجنةِ بابًا يقال له الرَّيانُ، يدخلُ منه الصائمون يومَ القيامةِ، لا يَدخُل منه أحدٌ غيرُهم. يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فيدخلون منه، فإذا دخلوا أُغلِقَ، فلم يدخلْ منه أحدٌ).[١١]
- الصيام شفاعة للمسلم يوم القيامة، فقد ورد الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام في هذا الأمر فقال: (الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه، فيَشْفَعَانِ).[١٢]
- الصيام طريقة لتكفير الذنوب، والفوز بالمغفرة، وهو كما جاء في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).[١٣]
- الصيام علاقة مباشرة بين العبد وربّه، يحصد فيها الأجر دون حساب، قال الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ: الحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبعمائَةِ ضعفٍ، إلى ما شاء اللهُ. قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إلَّا الصومَ؛ فإِنَّه لِي، وأنا أجزي بِهِ، يدعُ شهوتَهُ وطعامَهُ من أجْلِي).[١٤]
- الصيام فرح للمسلم في الحياة الدنيا والآخرة، وهو لما ورد في الحديث الشّريف: (للصَّائمِ فرحَتانِ: فرحةٌ عندَ فطرِهِ، وفَرحةٌ عندَ لقاءِ ربِّهِ. ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيَبُ عندَ اللَّهِ مِن ريحِ المِسكِ).[١٥]
المراجع ^ أ ب "حكم صيام من لم يغتسل من الجنابة إلا بعد طلوع الفجر"، إسلام ويب، مركز الفتوى. بتصرّف. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (2010)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الثانية)، القصب: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 6. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 183. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2840 . ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة وأم سلمة، الصفحة أو الرقم: 3498 . ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1110. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 373. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 1109. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عثمان بن أبي العاص، الصفحة أو الرقم: 3867. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الرحمن بن يزيد، الصفحة أو الرقم: 6/53. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سهل بن سعد الساعد، الصفحة أو الرقم: 2121. ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1904. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة وزيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 4538. ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2214.